عمان ـــــ لارا السيد
تضع المبادرة الاقليمية حول الترابط بين المياه والطاقة والغذاء (ميناريت) أولوية تعزيز التعاون الاقليمي في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خلال الربط بين مكوناتها الاساسية التي تتمحور حول المياه والطاقة والغذاء، بالإضافة استخدام تقنيات الطاقة المتجدده وكفاءة الطاقة على مستوى البلديات في دول الاردن ولبنان وتونس للحد من آثار التغير المناخي والاثار السلبية على البيئة.
يعمل المشروع على مواجهة العديد من التحديات التي تعانيها بلدان الشرق الأوسط ومنها ارتفاع نسبة النمو السكاني ومعدلات البطاله وارتفاع الطلب على الطاقة، وخصوصا في بلدان الاردن ولبنان وتونس التي تعاني فقرا في موارد الطاقة المحلية إضافة الى ارتفاع الطلب على الطاقة نتيجة تدفق اللاجئين على هذه الدول.
تسعى المبادرة،التي تم اطلاقها في عمان-الأردن وتستمر لمدة 4 اعوام، من خلال نشاطاتها الى تعزيز التعاون من خلال تنفيذ المنهج المتكامل لإدارة المصادر البيئية (المياه والطاقة والغذاء)،بالإضافة الى بناء القدرات المحلية للبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات النسائية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة في كل من بلدية جديدة الشوف في لبنان وبلدية المنستير في تونس وبلديتي سحاب والكرك في الاردن.
تعمل المبادرة على المستوى الاقليمي على انشاء منتدى للحوار الاقليمي يجمع مختلف الخبراء في مجالات الطاقة المتجدده والتنمية المستدامة والمياه بهدف تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الاخرين و كذلك مناقشة السياسات والتقنيات اللازمة للمنطقة وتطبيقاتها، كما يتضمن المشروع تبادل للزيارات بين الدول المشاركة في المشروع.
يوضح رئيس بلدية جديدة الشوف هشام الفطايري لـ«المستقبل» أن المشروع يهدف الى التنمية في مجالات عدة ومنها تنمية الطاقة البديلة وخصوصا الطاقة الشمسية ويساهم في ايجاد حلول لمشاكل المياه والتنمية المحلية والأمن الغذائي وينعكس ايجابا على التنمية البلدية خصوصا في بلدية كبلدية الجديدة التي تضم عددا كبيرا من السكان «ويساهم في ايجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها وخصوصا مشكلة المياه.
تؤكد رولا جعفر من جمعية «الإنماء الشبابي – الشوف» أن مشاركة التشبيك بين المنظمات المحلية والشباب ضروري لتنمية قدرات الشباب لبناء المستقبل ومن هنا كانت مشاركة الجمعية مع بلدية الجديدة في المشروع الذي يقوم على تعزيز دور الشباب في تنفيذ أهداف
«ميناريت» من خلال التنسيق مع البلدية وتدريب الشباب لتنفيذ اهداف المشروع، بالإضافة الى اشراك المرأة كعنصر اساسي في المشروع عبر «لجنة سيدات الجديدة» لتنمية قدراتها كونها اساسا في مجتمعها.
اطلاق المبادرة
وكان اطلاق المبادرة تم خلال حفل أقيم برعاية رئيس الجمعية العلمية الملكية الأميرة سمية بنت الحسن في «فندق الانتركونتننتال – عمان»، وذلك بتنفيذ من الجمعية العلمية الملكية – المركز الوطني لبحوث الطاقة»، (RSS/NERC) بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) وجمعية رواد المستقبل لتمكين أفراد المجتمعات (FPEC) وبتمويل من الوكالة السويدية للتعاون والإنماء الدولي (Sida).
ولفت مدير المركز الوطني لبحوث الطاقة وليد شاهين في كلمة ألقاها باسم الاميرة سمية بنت الحسن «ان المشروع يأتي في اطار الجهود العالمية التي تبذل للحد من ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري الاخده في التنامي على مستوى العالم».
وأوضح «ان تحقيق اهداف المشروع سيتم تنفيذ العديد من النشاطات والبرامج التي تتركز في مجملها حول تقييم فرص استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة وادارة قطاعي المياه والغذاء ووضع البرامج التدريبية اللازمة لبناء قدرات العاملين في البلديات ومؤسسات المجتمع المدني في البلدان المستهدفة،كما سيتم تنفيذ مشاريع ريادية في مجال الطاقة المتجدده وادارة قطاعي المياه والغذاء، وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني والنساء».
وأشار وزير الطاقة والثروة المعدنية إبراهيم سيف إلى «أن الحكومة الاردنية تعمل على الوصول الى استدامة الطاقة وفي العام 2020 سيكون على الاقل 20 في المئة من الطاقة الاردنية يتم توليدها من مصادر متجددة».
واعتبر سفير الاتحاد الاوروبي في الاردن اندريا ماثيو فونتانا «ان هذا المشروع ينسجم مع رؤية الاتحاد الاوروبي لتحقيق كفاءة الطاقة وتقليل الانبعاثات وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجدده في انتاج الكهرباء».
وشدد شاهين «على أن المشروع يتماشى مع اهداف التنمية المستدامة القائمة على المساواة بين الجنسين وضمان توفير المياه والصرف الصحي والادارة المستدامة للمياه والحصول على الطاقة النظيفه وضمان التحول نحو اقتصاديات منخفضة الكربون في بلدان الشرق الاوسط.
وأوضح السفير السويدي في الأردن اريك اولنهاغ:ان المشروع هو حاسم في مجال التغيرات المناخية.
وأكد مدير البرامج الاقليمي بالاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في مكتب غرب آسيا هاني الشاعر أن:المبادرة على تعزيز قدرات البلديات المستهدفة بالاضافة الى التشبيك وتعزيز التعاون بين هذه البلديات، ومن الممكن البناء عليها مستقبلاً لتعزيز التعاون في مجالات حيوية ترتبط بامن الشعوب وتحسين مستوى الحياة فيها وتحقيق التنمية المستدامة في مجالات الطاقة والمياه والغذاء.
بعد ذلك كانت جلسات نقاش وعروض من البلديات التي تستهدفها المبادرة من أجل الوصول الى بلديات خالية من التلوث.